Guirrou Blog

في 23 مارس الماضي وعلى هامش أحد المؤتمرات المنعقدة في ميلانو، عاد رئيس البرلمان الايطالي جانفرانكو فيني مرة أخرى إلى طرح قضية خفض فترة منح الجنسية للجيل الثاني من المهاجرين، تلك القضية التي ظهرت من جديد مع مناقشة البرلمان للإصلاحات الواجب إدخالها في قانون منح الجنسية، والذي تأجل في يناير الماضي نتيجة لضغط الحملات الانتخابية الإقليمية.

في هذا الصدد قال فيني:" يوجد هؤلاء الأطفال في مدارس رياض الأطفال الإيطالية، ويتحدثون لغتنا وليس هذا فقط بل ولهجاتنا العامية، ويهتفون لفرق كرة القدم الايطالية، ويستمعون لنفس الموسيقى ويشاهدون نفس الأفلام. ويجب أن لا ننتظر حتى يبلغوا 18 عاما، الأمر الذي يعني انتظار سنوات أكثر من أجل منحهم الجنسية".

وأبرز رئيس البرلمان" إذا لم نفعل ذلك، فربما تكون هناك خطورة أن يسمع هؤلاء الأطفال عندما يبلغون 10 أو 12 عاما جملة" أنت مختلف، لست ايطاليا ويقعون في أيدي أحد المعلمين الأشرار. ويجب أن نتجنب ذلك. إن هؤلاء الصبية فخورون بكونهم ايطاليين ويجب أن يكونوا جزءا من مجتمعنا الوطني لأن هذا المفهوم أصبح يعني التعددية العرقية والثقافية". على الصعيد العملي، كان نص مشروع قانون الإصلاحات والذي شرع البرلمان في دراسته قد تم تقديمه من نائبة حزب شعب الحريات ايزابيلا بيرتوليني، ويضع مزيدا من العراقيل في وجه من يرغب الحصول على الجنسية الايطالية.

من ناحية أخرى، يطالب حزب اليسار الوسط ونواب حزب شعب الحريات القريبون إلى فيني بالإسراع في عملية منح الجنسية للبالغين ومنحها في الحال للجيل الثاني من المهاجرين. في هذا الصدد، علق جان ليونارد توادي، نائب الحزب الديمقراطي بقوله" نجح المشروع الذي قدمته بيرتوليني في تعقيد عملية منح الجنسية حتى من خلال النظام الحالي لمنحها. وعلاوة على موقف فيني، لابد من تبني مسئولية اجتماعية حقيقية من خلال إجراءات برلمانية متناسقة فيما بينها".

ويرى توادي إنه إذا استمر فيني ورفاقه في العمل معه لمنح الجنسية لمن ولد في ايطاليا، فلابد أن يواجهوا معارضة رابطة الشمال وأن يدفعوا جميع أعضاء حزب شعب الحريات نحو تأكيد الحقوق الأساسية للأطفال، الذين يطلق عليه بصورة غير صحيحة المهاجرين.

Roma, 31 marzo 2010 - "E' stato un momento emozionantissimo, ha vinto una donna del fare, una persona che nel sindacato si è sempre battuta anche per i diritti dei lavoratori immigrati".

E' questo il commento di Gamal Bouchaib, presidente del movimento dei Musulmani Moderati, dopo la vittoria nel Lazio di Renata Polverini alle elezioni regionali.

"Migliaia di nuovi cittadini del Lazio hanno sostenuto la sua candidatura come mai era successo prima - afferma in una nota l'esponente musulmano -. In particolar modo la seconda generazione di immigrati e ora italianissimi, si sono mobilitati e il risultato si e' visto, ci fa particolarmente piacere che la Polverini abbia riconosciuto pubblicamente il nostro contributo"

الشرقية- بخطوات متثاقلة سرت مع آلاف من أهالي عزبة الطوبجى، بمركز منيا القمح بالشرقية بمصر، خلف جنازة ضحية أحداث ميلانو الشاب "أحمد ممدوح"، الذي لقي مصرعه بعد شجار مع مجموعة من مهاجري أمريكا اللاتينية في شارع بادوفا .

أفكار مضطربة كانت تتصارع في عقلي، وحزن وألم يعتصر قلبي وأنا أشاهد منزل هذا الشاب الذي خرج قبل أربع سنوات وعمره لا يتجاوز 15 عاما في قارب عبر السواحل الليبية لينطلق في مغامرة غير مأمونة العواقب نحو ايطاليا.

وبمجرد وصوله الى هناك القي القبض عليه ليودع في إحدى دور الرعاية لحداثة سنه ثم يحالفه الحظ وتمنحه ايطاليا الاقامة عند بلوغه سن البلوغ 18 عاما وفي موعد تجديد الإقامة بعد سنة من ذلك يقف القدر له بالمرصاد ويعود إلى وطنه مرة أخرى وهذه المرة ليس بالمال والأحلام التي كان يحدث عنها أهله البسطاء، ولكن داخل صندوق أغلق عليه ودفنت معه أحلامه الصغيرة.

للحظات، جلست جوار والدته أغالب دموعي وأنا أحاول أن أتحدث معها ، نزاع ما بين واجبي الصحفي وما بين واجبي كإنسان يجب أن يحترم قدسية الموت. بصوت واهن، قالت أمه :" إن أحمد كان كأي شاب يرغب في مساعدتنا وأن ينتشلنا من الفقر الذي نعيش فيه وحسبنا الله ونعم الوكيل فيمن قتلوه" .

تركتها واصطحبني قريب له إلى داخل حجرته، ذهلت لهول ما شاهدت، لقد توقفت عجلة التقدم، عاد بي الزمن إلى عشرات السنوات، ولم أتصور للحظة أنني في زمن يتسابق فيه الناس إلى اقتناء أحدث أجهزة المحمول واللاب توب، هنا، وجدت حجرة بدائية تخلو اللهم إلا من بعض الأثاث الأساسي للحياة، ولمبة كيروسين وأرضية بالطوب اللبن وهكذا الحال في بقية – ما يطلق عليه دار- مكونة من حجرتين.

لحظتها فقط أدركت لماذا يغامر شاب بل صبي كهذا بحياته ويلقي بروحه في البحر، الذي ربما يكون أهون عليه من المعيشة التي يحياها. وعند الباب التقبت والده الذي كان لا حول له ولا قوة، في عالم آخر ويردد " ابني مصري وابن كل المصريين"، " مصر كلها جاية تودعك يا أحمد"، بينما وقع أخوه الأصغر على الأرض مغشيا عليه لحظة الوداع الأخير ومواراة جسد الفقيد التراب.

أربع ساعات قضيتها في تلك القرية الصغيرة، عدت بعدها إلى المدينة بازدحامها ونفاقها وضياعها، وقارنت بينها وبين تلك القرية وكرم أهلها الذين لم يتركوني لحظة على الرغم من الظروف التي يمرون بها وأصروا على تقديم واجب الضيافة، تقاليد لم يعد لها وجود في عالم المدينة لكنهم هناك حافظوا عليها على الرغم من الفقر الذي يعيش فيه معظمهم، لكن الواجب لابد أن يكون حتى وإن كان على حساب حياتهم نفسها وهذا ما فعله أحمد عندما قرر السفر إلى ايطاليا ليساعد أهله حتى وإن كان الثمن هو حياته نفسها.

شريف رضوان